اسم الکتاب : الإصابة في تمييز الصحابة المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 686
عشرة من قريش في الجاهليّة، ثم اتصل في الإسلام، فذكرهم إلى أن قال: و من بني سهم الحارث بن قيس، و كانت الحكومة و الأموال تجمع إليه.
قلت: و يحتمل أن يكون المراد بقوله: ثم اتّصل في الإسلام، أي بأولادهم، فلا يدل ذلك على أنّ له صحبة فليتأمل.
ثم وجدت ابن عبد البرّ قد ذكر نحو ما ذكره ابن أبي خيثمة، و زاد أنه أسلم و هاجر إلى الحبشة مع بنيه. الحارث، و بشر، و معمر.
و تعقبه ابن الأثير بأنّ الزّبير و ابن الكلبيّ ذكرا أنه كان من المستهزءين، و زاد في التجريد: لم يذكر أحد أنه أسلم إلّا أبو عمر.
قلت: نعم ذكره فيهم أيضا أبو عبيد و مصعب و الطبريّ و غيرهم، و لا مانع أن يكون تاب و صحب و هاجر، فلا تنافي بين القولين و أما قوله تعالى: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر 95]. فليس صريحا في عدم توبة بعضهم، و يؤيّده أن ابن إسحاق ذكر لكل واحد من المستهزءين ميتة ماتها، و ذكر ميتة الحارث بن طلاطلة، ثم روى من طريق عكرمة و سعيد بن جبير فقال الحارث بن غيطلة، و أما عكرمة فقال الحارث بن قيس، و نسبه ابن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة خزاعيا، فهو غير السهميّ. و اللَّه أعلم.